ميشال الفترياديس أو “مافروس نيلاتيس” في رواية دوفيلييه: الإمبراطور يتحوّل شخصية خيالية وبينه وبين نابوليون “نون”

photo-640

خلال الحديث الطويل الذي دار في مكاتب امبراطور “نويريستان” ميشال الفترياديس في ستاركو منذ ما يقارب العام، طرح الكاتب والصحافي والمحرّر الفرنسي الذائع الصيت، جيرار دو فيلييه، سيلاً من أسئلة على الشاب الذي يتنقل في مختلف المجالات، (منها الفن والانتاج الفني) منذ أكثر من عشرين عاماً.
كان همه أن يسير الهوينى في زقاق حياته ليتمكّن لاحقاً من أن يقتبس شخصيته المثيرة للجدل في كتاب Le Chemin De Damas، الذي صدر أخيراً عن سلسلة SAS الشهيرة التي باع منها الكاتب أكثر من 200 مليون نسخة. وكان اللقاء في “Utopia” (وهو الاسم الذي أطلقه على مكاتبه التي تزورها أهم الشخصيات العالمية والمحلية)، ورافق دو فيلييه طاقم عمل مؤلف من بعض أشخاص فرنسيين، بدا عليهم، وإن لم يُكثروا الكلام، وكأنهم على إطلاع بأكثر الموضوعات عمقاً.
وكم من أسئلة طرحها دو فيلييه، وكم كان مصرّاً على معرفة أدق تفاصيل حياته، وإن كانت تبدو للوهلة الاولى وكأنها يوميات عادية فحسب.
5 ساعات أمضاها الكاتب الذي يُعرف عن رواياته بأنها تشي بالكثير من  المعلومات والاسرار المعلوماتية، التي ربما رغب البعض في أن تبقى طيّ الكتمان. وهو يعيش حياة النجوم، إذ كان يقطن قصراً وعرف عنه انه يتنقل في طائرته الخاصة.
وشهرته، على قول الفترياديس، تكمن في قدرته على مزج الخيال بالواقع في كتبه التي نادراً ما تمر مرور الكرام. وفي الكتاب، إنتقلت حياة الفترياديس الى “مافروس نيلاتيس”، اللبناني من اصل يوناني، والذي شارك تماماً كإمبراطور بلد اللامكان في الحرب الاهلية، وألّف لاحقاً حركة مقاومة، ما أجبره على مغادرة البلاد.
عمد دو فيلييه على وصف مظهر “الإمبراطور” الخارجي، تماماً كما هو في الواقع، وإن عدّل في الحوادث التي تجري مع الشخصية الأدبية. وفي الوصف الدقيق هي لحية الفترياديس وشعره الطويل ولباسه الذي يتماوج بعيداً من التقاليد.
وفي الكتاب نقرأ ايضاً عن السيارتين اللتين يملكهما الشاب الذي لا تستهويه السماء الصافية بل يبحث عمداً عن الصعوبات والتحديات. الاولى منها “الهامر”، والثانية التي صمّمها بنفسه لتكون مغايرة عن السيارات الأخرى.
فنحن، في كل الاحوال، نتحدث عن إمبراطور بلاد اللامكان، ولا بد لنا من أن نغض الطرف عن رغباته التي تتخطى الواقع، ولا بد لنا ايضاً من أن نتوقع بعض إستثناءات.
كما روى الكاتب في Le Chemin De Damas، عن عادة الفترياديس في تردّده على أحد مقاهي ميناء جبيل، وعن المرافقين الذين يتنقلون معه أينما ذهب، وعن الـ”ميوزيك هول” الأسطوري، مروراً بعلاقات الشاب الدولية، وصولاً الى مكاتبه في الستاركو التي تجتمع فيها أبرز الشخصيات، والتي هي أقرب الى “صالون سياسي”، فكري، وأدبي”.
يعلّق الفترياديس: “وضع الكاتب كل الاسئلة التي طرحها عليّ خلال الحديث الذي استمر 4 ساعات، في الرواية التي ترتكز على التجسّس”.
وخلال الجلسة الطويلة، سرعان ما إكتشف الفترياديس ان دو فيلييه يملك ذكاء خارقاً، وكان الحواب معه شيّقاً رغم انه داور “الإستنطاق”، كما يقول الإمبراطور ضاحكاً. يضيف، “كان وصفه في غاية الدقة، مع انه عمد الى تحوير الحوادث لتجاور الأدب القصصي”.
وبتزامن مع الكتاب – الحدث، حصل الفترياديس على وثيقتين في غاية الأهمية تعودان لنابوليان، في مزاد علنيّ جرى أخيراً في فرنسا.
عن ذلك “طالما حلمت بأن اقتني الوثائق والتحف الفنية ذات الأهمية التاريخية، وأجد أن بيني وبين نابوليون العديد من النقاط المشتركة، إذ وُلد هذا الأخير انساناً عادياً لديه حب المغامرة، وأعلن نفسه إمبراطوراً، وأنا شخصياً أعلنت لنفسي هذا اللقب في العام 2005…
وعلاقتنا معاً تجتمع حول حرف النون، إذ انه الإمبراطور نابوليون وأنا إمبراطور نويريستان”.
وحول إقتناء الوثائق والتحف الفنية التي يجد الإمبراطور متعة حقيقية في جمعها، يرى انها تزوّده الأحاسيس، “أهم ما في الحياة هي الأحاسيس…
المعنويات تنبثق من الأحاسيس”.

هنادي الديري

This entry was posted in Uncategorized and tagged , , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

Leave a comment