سحر منقارة تعيش التصميم بألوانه على طريقتها “من الحداثة المتطرّفة إلى الكلاسيكية… غالباً ما أذهل نفسي”

مشروعها الجدّي الأول كان عام 2000 عندما عهدت اليها إحدى العائلات التي تقطن افريقيا مسؤولية تجديد شقّة  في لبنان مساحتها 180 متراً مربعاً من دون أي شروط تُذكر.

تروي مُهندسة الديكور الشابة سحر منقارة “كان عملي الحقيقي الأول”، وكانت حرّة في “تحركاتها الفنيّة”، ولاسيما ان الطلب الوحيد لأفراد العائلة كان الا تتوسّل اللون الأخضر. تُضيف: “حتى ان مسؤولياتي شملت اختيار فناجين القهوة، فضلاً عن كل لوازم المنزل، وان أحوّله مكاناً صالحاً للعيش، ليتمكّنوا من استعماله فور وصولهم من المطار…”، وتملّك الشابة شعور بـ “النشوة الفنيّة”، إلى الشعور بالنشاط والخفّة.
ومذذاك تعيش منقارة التي تُعتبر من الوجوه الشابة البارزة في الساحة الفنيّة والناشطة ثقافياً اإجتماعياً وبيئياً في طرابلس، الألوان والأشكال والتصميم على طريقتها، فـ “تترنّح” كما يحلو لها وتُراقص التصاميم الرائدة في إطلالتها. تقول: “لطالما كنتُ مُتحمّسة للتصاميم الحديثة في اتجاهاتها وأحرص على مُتابعتها، وهذا تفصيل أثّر في نفسي بأشكال مُختلفة مع مرور الوقت… من الحداثة المُتطرّفة إلى النزعة الكلاسيكية. تغيّرت وفقها بطرق ما زالت تُذهلني شخصياً”.
وعندما تأخذ على عاتقها مشروعاً جديداً “أركّز في الدرجة الأولى على امكان تحويله مكاناً صالحاً للعيش، قبل ان أنتقل إلى عنصري الجماليات والتصميم. ومن هذا المُنطلق أبدأ بالاستماع كثيراً إلى الزبائن وإن كان زبوني طفلاً صغيراً”. تشرح: “يجب ان أمنحهم المكان الذي يُناسبهم، وأؤمن بأن الأمكنة يجب ان تعكس أصحابها، ان تُشبههم”. ومع الوقت، صار الناس يتعرّفون إلى أسلوبها الجريء ويتفاعلون مع أنماطه ذات “الشعطة” الخلاقة، وصاروا أكثر استرخاءً “مع عشقي للألوان والجانب الجامح من شخصيتي الذي يُملي عليّ ضرورة تخطّي القوانين وكسرها… يطلبون خدماتي لسبب وجيه!”.
تُضيف: “في عالمنا اليوم، نواجه تحدّيات اقتصاديّة وبيئية كبيرة، ولذلك أحاول دائماً ان تشمل أعمالي كماليّات وعناصر قابلة لإعادة التدوير، وأذكر على سبيل المثال مقهى “أهواك” (الذي تملكه وزوجها نبيل كرامة في منطقة الضم والفرز في طرابلس)، وفيه إستخدمت أشياء عدة إلتقطتها من القمامة”، أضف إليها “كماليّات ولوازم  عتيقة الزي أومن بأنها تحوي حياة كاملة بين سطورها الإفتراضية… وأنا متأكدة من أن من كان يملكها عشقها”. وبما أنها “سيرة وإنفتحت”، تؤكّد منقارة أنها تعيش قصّة حب مستمرة مع “الأقمشة والأثاث والناس، واختلس باستمرار نظرات خاطفة إلى منازل الآخرين بينما أقود سيارتي، من خلال التركيز على أسقفة الشقق. وأنا دائمة السفر لأستوحي باستمرار، وكي لا أكون راكدة في السبل التي أرى من خلالها التصميم وأشعر به”.
صغيرة، كانت سحر تجمع علب الأحذية، وتُزيل عنها الغطاء، “كما أقصّها إلى مختلف القطع وأقسّم العلب غرفاً صغيرة وأتظاهر انها شققاً… ومع الوقت رحت أصنع أثاثي الخاص بواسطة الكرتون الذي كنت ألوّنه وأعمد إلى نشره في منازلي الإفتراضية”. وكانت والدتها “مذهولة باستمرار بالطرق التي كنت  أبدّل من خلالها أمكنة الأثاث في المنزل. وفي ما بعد راح فضولي يتوسّع ليشمل منازل الجيران وأفراد العائلة والأصدقاء”.
وهي في عامها الثاني في الجامعة اللبنانية مُتخصصة في هندسة الديكور “سافرت إلى أوستراليا لأكتشف رؤيا أوسع نطاقاً في هذا المجال. وعام 2006 عملت في شركة أوسترالية مُتخصصة في صنع الاثاث في سيدني، ما زوّدني خبرة كبيرة، زد إليها دورات مُفصّلة في هذا الحقل… كما ان التعامل مع زبائن من مُختلف أنحاء العالم وسّع نطاق رؤيتي”. كما تُسافر في الأيام القليلة المُقبلة إلى لندن “لحضور صف مُكثّف في تصميم الأثاث”. وتُضيف منقارة إلى لائحة انجازاتها، محلّين صمّمتهما في “صيفي فيلادج”، مقهى “أهواك” في طرابلس، منزلها الخاص، وشقّة فخمة في فردان.
تُنهي، “حالياً أعيد تصميم مطعم إيطالي في مدينة بيلينزونا التي تقع على الحدود الإيطالية – السويسرية… وفي الواقع هذا مصدر فخر بالنسبة إلي!”.

هنادي الديري

This entry was posted in Weekly Supplement and tagged , , , , , , , . Bookmark the permalink.

Leave a comment