“أدغال أكي” تستفز الهدوء: إسترق نظرة خاطفة ولا تدخل!

خلال السنوات الثلاث الماضية، تغيّر أسلوب الفنّانة الأسوجيّة من أصل صربي  أكي زوم (29 سنة) وأمسى أكثر قسوة، وكأن ألوانه “تواجه” من يقف قُبالتها بما يُشبه الإقتحامية فتتّهمه بالإستسلام للواقع بوداعة.

“بعضهم يُفضّل أعمالي السابقة، ولكنني صراحة لا أجد ضرورة في التبرير أو لأتماشى مع الإتجاه السائد، إذ لأعمالي انسيابها الخاص، ولغة تطوّرها الشخصيّة. البعض يخشاها، ولكنني أشعر بالراحة عندما تُحيط بي اللوحات في مُحترفي الخاص في مالمو بأسوج. أعيش رابطاً غريباً مع هذه المخلوقات التي أرسمها منذ سنوات”، تقول على هامش معرضها “Aki Jungle” المُستمر في Art Lounge في الكرنتينا. تضيف: “أعمل على أكثر من 10 لوحات في الوقت عينه… أقسّم أعمالي… أعيش في مالمو جنوب أسوج. وصحيح انها ثالث أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان، بيد أنني أعتبرها مدينتي الصغيرة نظراً إلى كوني أسافر كثيراً بحثاً عن الإلهام وعن تجارب جديدة تُغنيني”.
بالنسبة إليها فإن المعرض الذي يستريح على ألوان صاخبة تستفزّ الهدوء، أشبه بباب كبير نفتحه قليلاً لنسترق النظر إلى عالم العجائب السحري الذي يفتن الشابة، “هو عالم لا ندخله كاملاً، بل نزور بعض أروقته”. وفي هذا العالم البدائي، الحدسي، والهمجي، هي الأدغال التي لم يمسّها الإنسان، هي الأمكنة النقيّة التي تنمو فيها الخيرات من تلقاء نفسها وبلا مُساعدة من أحد. وهي تنمو بلا ادّعاء ومن دون ان تلجأ إلى الافراط في التفكير، وتستمدّ قوتها من حدسها ومن عين ناظرها”.
وعندما اختارت الشابة عنوان “Aki Jungle” (أدغال أكي)، أرفقت كلمة “أدغال” باسمها الأول ليفهم الزائر انها تُحاكي عوالمها الخاصة “وهي عوالم مليئة بالعواطف والألوان والأنماط والأفكار. كل هذه العناصر تخلق عالماً خاصاً بها. واللوحات تختلف بأحجامها وأنسجتها والوسائط التي استعنت بها لدى إنجازها، فمنها مصنوع من الأكريليك، وأخرى من رذاذ الدهانات”. تُعلّق، “ليس هدفي أن أعيد خلق الأدغال من خلال الألوان، إنما أسعى لتعكس اللوحات أدغالي الخاصة كما أتخيّلها بمخلوقاتها الغريبة”. تروي أكي انها ترسم مذ كانت صغيرة، “وأنا في الـ 16 من عمري كنت أمضي الوقت في الرسم، وفي أحد الأيام دخل شقيقي غرفة نومي وسألني: لمَ لا تتحوّل هوايتك مهنتك اليومية؟ وفي الواقع لم أكن أعلم ان في وسعي أن أكون فنّانة والإستعاضة عن علم الإقتصاد. ولكنه دفعني في هذا الإتجاه… وها أنا اليوم!”.
ولأن صديقتها المُقرّبة لبنانية، غالباً ما كانت تُشجّعها على عرض أعمالها في البلد “وأنا سعيدة جداً لأنني هنا. يُذكّرني لبنان بصربيا، ومن هذا المُنطلق أشعر كأنني في بيتي هنا”.

هنادي الديري

This entry was posted in Weekly Supplement and tagged , , , , , . Bookmark the permalink.

Leave a comment